فتاة ممزوجة بالملح والسكر.. أضافت من كل إحداهما داخل حروفها فشكلت أسطر تسمى همسات وجدانية

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

رجاء تركوازي ..!



أوشكت الساعة على الرنين ،
و ارتفعت نظرات العين لترتقب ضجيج الأقدام القادمة من ذاك الفصل الدراسي ،
تلاشت جميعها وازداد قرع ذاك الحذاء الخشببي القادم نحوها هي وحدها ..!
وساد الصمت وارتجفت الأيادي وازداد خفقان القلوب متسائلاً ماذا بعد ؟
فإذا بهبوط العقد التركوازي من السماء
مغلفاً بنور النجوم ليحفظه من لصوص الأزقة هناك !
واستلمته الأنامل مودعةً ذاك المكان بكل مافيه .. وانطلقت نحو مخدعها السري
لتكتشف ماذا يخبئ لها من أسرار لامعة ومعتمة ،
عقد تركوازي ذو قطع خرزية بنية اللون ،
عريقة كأصالة صانعها وحاملها ومستلمها !
وثلاث من الحبات الزجاجية الملونة ، تقبع في منتصف الطريق تتسائل أين نحن ؟
وكل ذلك يبروز القرص التكروازي الذي يُحير الناظرين بجماله الأخاذ ،
لم يكن جميلاً لأنه جميلاً ، بل إزداد جمالاً لأنه تم إختياره لجيدها
وأصبح مشرقاً بقدوم العيد وبهجته المزهرة بعطره وزهوره ،
لا تدري هل هناك رداء يليق به أم لا يليق ، سوى انه أصبح بين يديها منتظراً حلول الوقت المناسب
جاء العيد ، وجاء الأهل والأحباب
بسمات طائرة في جو الغرفة التي هي فيها ،
أيتها الفتاة من أين لكِ هذا العقد الخلاب ، أجابت إنه من الياسمين ،
قالوا يالكِ من سعيدة الحظ ،
قالت نعم ، وهل يملك كل إنسان هدية من الياسمين في موعد لاميعاد له ؟
ألا تدرون أن هذا العقد صنع في شرق آسيا ليكون لي أنا دون كل نساء الكون ؟
ألا تدرون أنه لي من بين كل العقود المعلقة في ذاك المحل ؟
ألا تعلمون أنه مكتوب بإسمي منذ دخول أول حبة خرز داخل الخيط المتين !
أيا عقد التركواز ، منذ متى تم صنعك ،
وكم تسائلت عن الوقت الذي استغرقته الأيادي في صنع هذا العقد ؟
وكم يد لمسته وتحسسته بين البشر لينتهي به المطاف حتى تلامسه يداي ؟

رباه يا موزع الأرزاق ، ويا كاتب الأحداث في كل كتاب ،
إجعل للياسمين طوقاً من نور يحتوينا
رباه لا تحرمه من ظلك الذي لا ظل بعده ،
رباه إجعل للمياه مجرى يسير من منبع الصدق ليصب في حوض الياسمين ،
رباه يا رباه لا تجعل النجوم تختفي في ليلة ظلماء فتعمي بها أبصار العباد ،
رباه دعوة الشقي مستجابة وهي تنادية في إستغاثة
رباه ارزقنا الصبر حتى لا نحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجّلت
فالألوان تتغير كما الحرباء تتغير ،
رباه ثبت قلوبنا إلى ما تحبه وترضاه عنا

ليست هناك تعليقات: