فتاة ممزوجة بالملح والسكر.. أضافت من كل إحداهما داخل حروفها فشكلت أسطر تسمى همسات وجدانية

الأربعاء، 18 يوليو 2012

أدعية عادتت لأصحابها








سأكتب كل الدعوات التي دعوتها للناس ، وسأخبئها في صندوق الذكريات، سيمضي الزمن ، وسأعود بعد سنوات ، سأضحك كثيراً لأن الدعوآت مازالت مكتوبة ولم تتحقق .. سأتعجب وأغضب بعدما اكتشفت الكثير من الخفايا والأسرار ، كل تلك الأماني كآنت مجرد دعآوي 
قلتها مني لهم لكنها عادت لي. 

الأحد، 15 يوليو 2012

72 ساعة




مضى من الأيام ما يقارب 1400 يوم ، ربما أقل أو أكثر. إنها المرة الأولى التي أعلن فيها عن هروبي وعدم المكوث بجوارك وموافقتك على ذلك الهرب بالرغم من كل ساعة جميلة وقبيحة قضيتها معك.أعلنت بناء دار جديدة ، وأمرت بزراعة الزهور والورود والاشجار الطويلة، الزهور لتكون فراشي والورود لتكون غطائي والشجر للستر وإخفائي منك. صنعت من أغراضي كل شيء واحد ، قميص واحد ، مخدة واحدة، غطاء واحد وعمر وآحد دونك. لم تكن موجوداً لساعة في تلك الأيام ، لكنك مازلت موجوداً في خيوط النهار وخفايا الظلام. كل شيء حولي مازال قائماً مثل عامود الدار ، كوب القهوة وحبة البسكويت وإبتسامتك ونظرآتك ورذاذات من بقايا عطرك السآكن. غلفتَ روحي بكيس بلآستيكي لمنعها من الهرب، وأحكمت رّبط الكيس ووضعته في بحر دمائي لكي لا يتفس الأوكسجين وأحضرت بطآنة قطنية وأخمدت رئّتي بها ، لكي يمنع خروج الهواء عن طريق الشهيق والزفير لكي لا تعلم بوجودي إن كنت تنوي العودة. 72 سآعة استطاعت أن تدمر 1400 يوم في حياتي ، ظننت أن رضاك سوف يجدي نفعاً وأن موافقتك جائت من عمق قناعة، لكن يبدو لي بأن شيئاً أكبر من كل ذلك كآن مخفياً في صدرك ولم يصرح به لسانك. يبدو الأمر مؤلماً ، وجآرحاً للغآية، كثيراً أقول ولآ أهون به على نفسه ، الأمر يزعجني وسيبقى كذلك حتى إشعار آخر، شهر فضيل وأجر كريم في إنتظارنا ، سآذهب وسأترك كل ما أعطيته لك، أتوقع بأني سأرميه في سلة القمامة لأن صلآحية الأشياء التي استخدمناها سوياً بآتت قديمة جداً. وقد نشتري شئياً جديداً سوياً أو قد لا نجد فرصة لذلك حتى ! 

الاثنين، 9 يوليو 2012

عشق الحطب


رسالة مني إليك يا أنت .. أكنت أنت الذي أسفل الشجرة ، ذلك الرجل ذو البنطال الرصاصي والقميص الأبيض والقبعة السوداء، كانت تبدو عليك ملامح العتق القديم ، ورائحة خشب الصندل ، تبث منك ريح جّز العشب في فصل الخريف، أعلم بإرهاقك .. لقد أتعبك تقطيع الأشجار لكنك تبدوا سعيداً في ترميمها وتقشيرها لبناء بيت صغير لعائلة جديدة، يحتويها أب وأم وطفل رضيع، أخبرني كيف تصنع القهوة على نار الحطب، وكيف تبني السلم وتصعد القمة وتبتسم في أوقات الضيق؟ أعلمتك أمك الحب وأطعمتك الخبز بالجبن الحزين؟ كنت بارع عندما قتلت الذئب الذي جاء يقتل نعجتك الهزيلة من ذاك القطيع ، ولم يبدو عليك الخوف إطلاقاً ، أرجوك ، خذ هذه الحلوى بالسكر وضع عليها بصمتك لكي تزين رأسها فتبدو أجمل.

الليل والقمر


لم أنم بعد ويبدو أن الكل نيام
والقمر ما زال مستيقظاً في سكون و هيام، تماماً مثلي لكنه يضيء للناس الطرقات وينير سواد البحار وأنا التي اعشق نوره في حلك الظلام ، في الحقيقة تبدو جميلاً يا قمري 

الأحد، 1 يوليو 2012

رحلتي مع " حينما كان للشوارع أسماء "




قبل أن أبدأ رحلتي من الدوحة إلى الأردن ، فكرت كثيراً في إختيار كتاب مناسب للقراءة ، في غرفتي الصغيرة هناك الكتب، تحديداً في دُرجي وخزانتي البيضاء احتفظ ببعض منها، هناك الروايات والقصص وربما بعض من تلك الكتب المجآنية التي توزع عند زيارتي لأحد المؤسسات أو المراكز العلمية والأندية الثقافية لترويجها، ولأن مدة السفر قصيرة فلابد أن أختار كتاب واحد مناسب للفترة الزمنية التي سوف أقضيها في عّمان، بإستطاعتي أخذ المزيد لكن لن اسمح لنفسي بقضاء إجازتي بين صفحات الكتب ، يكفيني  التأمل في كتآب واحد لأتشربه بتركيز وإدمان، فأنا أحب التنزه وأحب الحديث مع الناس وأحب النوم والشمس والسهر والشجر واللوز كذلك ، لابد أن أعطي لكل شيء حقه ، ولن أعطي حقاً لكني أحاول ، فقط أحاول ، فأنا لا أحب التعقيد كثيراً كما يعتقدني البعض أو ربما يظن بأنني صآحبة حاجبين مقطبين لأنني من الجيل المعاصر للواحد والعشرين.
كتابي كان عبارة عن رواية تدعى " حينما كان للشوارع أسماء " للكتابة والمحامية رندة عبدالفتاح، هي كاتبة فلسطينية لأم مصرية تقيم حالياً في استراليا، كتبت رواياتها وتم ترجمتها بواسطة نبيل نويرة وأميرة نويرة ، كما أختيرت الرواية كأفضل كتاب مميز من مجلس الأطفال باستراليا عام 2009 وحصلت على جائرة " جولدن انكيز" الاسترالية كذلك عام 2009.
تحتوي الرواية على 255 صفحة، بدأت قرائتها منذ اسبوعين من تاريخ اليوم 1/7/2012م ، كنت أحمل الرواية في حقيبتي الشخصية في كل مكان اذهب إليه ، لأنني لا أضمن سعادتي في كل زيارة اقوم فيا ، أو ربما اصادف من يعّكر لي مزاجي ، فيكون الحل الأنسب هو إخراج الرواية لإستكمال القراءة بصمت، لم أخجل من نفسي حينما كنت أحمل روايتي ، لأنني لست في بلدي الحاضن الذي ترعرت فيه ، هكذا نحن ، نأخذ رآحتنا عندما نسافر، لأننا نعلم بأن قليل من الناس سوف يلاحظون حركآتنا وتصرفاتنا ، وإن علقوّا على تصرفاتنا ، فإنهم لا يعرفوننا ولن نكترث كثيراً بالمقارنة مع من نعرفهم جيداً.
لا أعلم مدى صحة الرواية من حيث واقعيتها بكل تفاصيلها ، ربما كتبتها الكاتبة رندة عن حالها أو عن شخصية حقيقة أو ربما عاشت تلك الاجواء قليلاً واستنبطت الأحداث الدرامية بشكل دقيق من إحدى قصص الناس، لا يهمني كل تلك التفاصيل لكنها تبدوا لي حقيقية مئة بالمئة. شعرت بأنني كنت هناك مع أبطال القصة ، مع حياة وسامي وعائلتهما ، شعرت أيضاً بأنني أشاهد فيلماً ذو ساعتين في اسبوعين كاملين . القصة تحكي عن "حياة"  الفتاة الفلسطينية التي تبلغ من العمر 13 عاماً تعيش في بيت جالا في الضفة الغربية لكنهم اضطروا للعيش في رام الله بسبب الاحتلال، لقد فقدت أسرة حياة أرضهم ومنزلهم في بيت جالا، شجر الزيتون والليمون والبرتقال والتراب وكل ثمين ونفيس ، تعيش مغامراتها مع صديقها سامي المسيحي ، ويبدو واضحاً بأن علاقة الصداقة بينهما لا عنصريه فيها ولا حتي بين الأهل هناك، ففي فلسطين يتعامل المسلمون مع المسيحيون بكل أريحيه وشفافيه وذلك لأنهم أبناء وطن واحد لا مستعمر حاقد. تعيش حياة مع أبوها وأمها وستها زينت واختها الكبيرة جيهان واخوها طارق والصغير محمد. تبدأ مغامرتها مع صديقها سامي وتخوض معه مغامرة خطيرة لأجل الذهاب إلى القدس لكي تزور بيت جدتها زينب الذي احتله الاسرائليون، وهي تعتقد بأن مغامرتها هذه سوف ترد الروح والسعادة لقلب ستها زينب المتعبة والمرهقة بكبر السن وبأن حفنة من تراب بيت جدتها في القدس سوف تشفي مرض جدتها. الرواية كُتبت بطريقة مفصلة ودقيقة بالتفاصيل حتى بالأصوات والروائع والألوان ولم تغفل الكاتبة رندة عن إستخدام الطابع الكوميدي لترسم الضحكة على وجه القارئ بالرغم من الجانب المؤلم والمحزن في الرواية، في الحقيقة الرواية كلها حزينة إلا أنها وفقت حقاً في إخراج قهقتي من حنجرتي في أكثر اللحظات هدوءً ووحشة، حتى شعرت بأنني جننت، وقد يرآني البعض مجنونة لكني مؤمنة بأن الذي سيقرأ هذه الرواية سيصاب بعدوى الضحك والأمل والفرح ، الرواية واقعية في رسمها لكل الظروف التي تواجهها حياة وسامي وباقي أفراد الأسرة  قاسية، خاصة عندما يحاول أحد الفلسطينيين أو حتى ناشطي السلام من اليهود العبور نحو القدس، حينها لابد وأن ينتظروا كثيراً تحت إشراف الشمس بأشعتها الحارقة. تنتهي الرواية بأمل البقاء لا الإنسحاب والخزي، فأرض الوطن فلسطين ثمينة وتؤكد على ذلك في سؤال الست زينب قائلة: " هل هي ثمينة لأنها أخذت منا أو كانت ثمينة أولاً وقبل كل شيء؟ " وكما تقول الكاتبة في آخر فقرة من روايتها قائلة: " إن الماضي يمكن أن يعذب ويشفي على السواء. إنني سأفعل أكثر من مجرد البقاء. أننا جميعاً في النهاية لسنا سوى مخلوقات بشرية تضحك نفس الضحكة، وإن العالم يوماً ما سوف يدرك أننا ببساطة نريد أن نعيش كشعب حر، له أمل وكرامة وهدف ، هذا كل شيء". صفحة 253 من الرواية.