فتاة ممزوجة بالملح والسكر.. أضافت من كل إحداهما داخل حروفها فشكلت أسطر تسمى همسات وجدانية

الخميس، 3 سبتمبر 2009

أشفار العين

أشفار العين
جائتها السكينة قبل زقزقة العصافير ، وقبل انسكاب سائل القهوة في الفناجين ،
نادت روحها المرهقة قائلة للوالي : حللني مما أنا فيه ، فالروح متعبة ومتقلبة كورقةٍ في يوم عاصف بالرياح الممطرة ..
فلم تجد الجواب حتى حين !
..
كانت دمائها تتأجج، كأنها نيران حارقة تثور وتثور ،
فأجبرت عيونها على غسل مقلتيها ،
لكن عينها اليمنى لم تكثرث لحال الجسد والروح ، وبقيت الرموش بلا اهتزاز .. !
كأنها عين أعمى ، لا يرى سوى الضباب وعلى رمشها غراب سارح في الظلام ..
أما عينها الشمالية فكانت مضطربة ، قلقة ومهتزة ، حتى أصبح خدها الأيسر رّطِباً ولامعاً ،
يَظِنُ الناظر إليه أن هناك رسمة للخطوط المستقيمة .. ترسم الحياة السعيدة !
وابتلت اشفار العين ، حتى تكدست كل واحدة فوق الأخرى .. تريد من يحمل منها ثقلها
..
إنها ترتقب مجيء العناق الدائم ، أو الموت الجماعي ، ومع ذلك لم تَدم لفترةٍ زمنية طويلة ، فالجفاف فكَّكَّها ، فتباعدتْ
فَطُلِبَ من الشفاه الحراك ، لعمل أي شيء قد يريح صندوق الهموم عند تلك الدقات المستمرة
يظنون أن قد يشفي العليل أو قد يخفف ألم الكليل ،
لكن ... المعنى يبقى مدفوناً بصدره ، حيث لا صدر كَفيل بهمه .. إلاصدره ورمشه
فَطُلِب منها الوعد بأمرٍ لا إشارة ، أن تغمض عينيها وتنام دون التفكير بأمر نفسها ، واغمضتْ.
/
\
/
\
/
\
همسة رمش : إن العين إذا بكت طهرت القلب من السموم ، فقيل يجب علينا أن نحبس دموعنا حتى لا يراها أحد،
لكن ما ذنب العين إن اذرفت مائها في وقت أرادت فيه الاغتسال من الماضي لتعلن لحظة طاهرة صادقة ،
حيث لا تنتظر المستقبل مع المجهول الذي قد يحمل لها آلاماً جديدة،
ففرغتها دون أن تنتظر جفافها ، فالدمعة الصادقة تجف لوحدها ، وقد تشهد لها الوسادة ذات ليلة.
..
وكما قال الشاعر:
بكت عيني غداة البين دمعا .. وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ضنت .. بأن أغمضــــها يوم التقينا

ليست هناك تعليقات: