فتاة ممزوجة بالملح والسكر.. أضافت من كل إحداهما داخل حروفها فشكلت أسطر تسمى همسات وجدانية

الثلاثاء، 25 مايو 2010

حروف على حروف

كتبت الشاعرة غادة السمان قصيدتها في عام 1985م ، أي في وقت لم يكن جسدي قد بثت فيه الروح

وبعدها جئت على هذه الحياة كأي إنسان يولد ، يحمل معه صرخاته وآلامه التي يشعر بها والتي سيحملها معه أيضاً حتى سنوات عمره التالية، ليكبر الألم ، ويتنوع الحزن مع مراتبه ونكهاته وشواهده ،المهم في هذه القصيدة أن غادة سمان عندما كتبت قصيدتها " أشهد بليل المحطات " حاكت واقعاً مريراً ، يمر به كثير من الناس وخصوصاً ذوي القلوب الحالمة الطاهرة الصادقة

لكن سبحان الله ، لكل قلب .. وجه آخر ، ولكل وجه ظل ثانٍ ، لذلك نحن نعاني مع بشر لا يحسنون أحياناً استخدام الظل المناسب مع ظلك ، أو يستخدمون القلب ذو الوجه الآخر مع قلبك ، فيحصل ما يحصل وحينها تحصل على نتيجة لا ترضيك ولا ترضى الطرف الآخر أيضاً .. فأنا أرى هذه الحالة في هذه القصيدة المميزة والتي تحمل في طياتها الكثير من الإشارات والمعاني التي تخصني وتخص كل من يشعر بأهمية معناها ، فأنقلها لكم بكل عناية ..



أشهد بليل المحطات



كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية

نحياها معا

في دهاليز احزاننا و خيباتنا

و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...

و نتبادل خلع الاقنعة و الحب

في ليل المحطات الموحشة الماطرة

الملقبة بأيامنا ....

***

و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...

و تخطط لاستعراض راقص

نقدمه للآخرين

على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...

***

.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..

و كنت تجد اننا نصلح معا

لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..

***

كان حبي لك صادقا كالاحتضار

و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...

جئتك من باب الأعماق البحرية

فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..

***

اردتك السر

و اردتني النصر ...

مجرد نصر اضافي اخر

لشهريار المترع بالضجر ...