القطعـة الأولـى :
طفلة طائشة َتود تذوق حّبة حلوى من زجاجة مليئة بقطع السكاكر الدائرية الشكل وكثيرة الألوان ،
احتارت في أي واحدة تلتقط أناملها ، فسقطت رغبتها على أكبرهن حجماً،
لكنها لم تتذوق منها شيئاً من السكر !
القطعـة الثانية :
تبدو غير مكترثة لأي نوع من الحلوى والشكولاه في هذه المرة ، تشد من أزرها ، وتقول :
لا أريد أي واحدة من تلك الحلوى ، وذلك لأنها لا تملك درهماً واحداً للشراء،
فقالت: إما أن يهديني صاحب المحل قطعة من عنده ، وحينها سآخذه برضاه،
وإما أن يأتيني والدي ويقول لي سأختار لكِ هذه .. !
لكن في ذلك الوقت لم يحدث شيئاً من الأشياء المدوّنة في رأسها الصغير،
فكابرت وازدادت عنداً وهمجية ، فجائها صانع الحلوى بنفسه ، وراهن على إقبالها نحوه
وكما توقع ، جائته طواعية خاضعه له ، فأعطاها أول قطعة من الحب المدبق والمغطى بالسكر
محشو بسرٍ لا تدري ماذا وضع به ،
لأن سره يكمن في صانعه !
القطعـة الثـالـثة :
هي القطعة المليئة بالحيرة والعقدة،
لم تعلم كيف أصبح حالها بعدما ذاقت شفتاها تلك الحلوى السحرية
تلك الحلوى المصنوعة من السر العميق الذي تاهت به ،
فقد أعجبت كثيراً بما صنعه لها .. وبه أيضاً !!
لكنه رحل ، وأصبح بعيداً ولم يترك لها إلا مسمى المدينة التي يقطن بها
فاحتارت وباتت ضائعة من جديد تبحث عن صانع الحلوى لأن تدعوه للمكوث في قريتها
أو لآن يعطيها سر تلك الحلوى العجيبة ،
لم تجده ليجيب ، لم تجد أثر أقدامه ، وتاهت رائحة السكاكر من ذاكرتها
فارتمت على الأرض تبكي وتمرغ رأسها بالتراب
قهراً وحزناً وحنيناً إلى ذاك الطعم الذي تركها تموت وهي حية !
* صباح الاثنين 9/11/2009م