فتاة ممزوجة بالملح والسكر.. أضافت من كل إحداهما داخل حروفها فشكلت أسطر تسمى همسات وجدانية

الجمعة، 22 يناير 2010

صانع الحلوى

* الرسام اليوناني نيكولاس جيزيس





القطعـة الأولـى :



طفلة طائشة َتود تذوق حّبة حلوى من زجاجة مليئة بقطع السكاكر الدائرية الشكل وكثيرة الألوان ،

احتارت في أي واحدة تلتقط أناملها ، فسقطت رغبتها على أكبرهن حجماً،

لكنها لم تتذوق منها شيئاً من السكر !



القطعـة الثانية :



تبدو غير مكترثة لأي نوع من الحلوى والشكولاه في هذه المرة ، تشد من أزرها ، وتقول :

لا أريد أي واحدة من تلك الحلوى ، وذلك لأنها لا تملك درهماً واحداً للشراء،

فقالت: إما أن يهديني صاحب المحل قطعة من عنده ، وحينها سآخذه برضاه،

وإما أن يأتيني والدي ويقول لي سأختار لكِ هذه .. !

لكن في ذلك الوقت لم يحدث شيئاً من الأشياء المدوّنة في رأسها الصغير،

فكابرت وازدادت عنداً وهمجية ، فجائها صانع الحلوى بنفسه ، وراهن على إقبالها نحوه

وكما توقع ، جائته طواعية خاضعه له ، فأعطاها أول قطعة من الحب المدبق والمغطى بالسكر

محشو بسرٍ لا تدري ماذا وضع به ،

لأن سره يكمن في صانعه !



القطعـة الثـالـثة :



هي القطعة المليئة بالحيرة والعقدة،

لم تعلم كيف أصبح حالها بعدما ذاقت شفتاها تلك الحلوى السحرية

تلك الحلوى المصنوعة من السر العميق الذي تاهت به ،

فقد أعجبت كثيراً بما صنعه لها .. وبه أيضاً !!

لكنه رحل ، وأصبح بعيداً ولم يترك لها إلا مسمى المدينة التي يقطن بها

فاحتارت وباتت ضائعة من جديد تبحث عن صانع الحلوى لأن تدعوه للمكوث في قريتها

أو لآن يعطيها سر تلك الحلوى العجيبة ،

لم تجده ليجيب ، لم تجد أثر أقدامه ، وتاهت رائحة السكاكر من ذاكرتها

فارتمت على الأرض تبكي وتمرغ رأسها بالتراب

قهراً وحزناً وحنيناً إلى ذاك الطعم الذي تركها تموت وهي حية !


* صباح الاثنين 9/11/2009م




الجمعة، 15 يناير 2010

لست أنا !


لست على ما يرام ، وهل هناك يرام ؟
نعم ، لي يوم أو اثنان ، لست أذكر أي يوم كان.. !
باتت روحي ممزقة ، كأوراق كتاب مدرسي ، مزقها طالب كسول ومهمل وهو يضحك قهراً .. !
..
لست أقوى على النوم ، وهل هناك نوم ؟
نعم ، لي عام وعامان ، مليئ بالضجة ، كإنسان حافي القدمين ،
يمشي وسط صحراء مليئة بالصخور والأشواك البريّة ، ويبحث عن الماء .. !
فلا يجد إلا السراب
..
لست أحزن .. وهل للحزن مفتاح ؟
نعم ، وسأذكر تلك الوجوه البائسة في مطلع كل فجر باسم ،
وسأعلم أكثر أن بياض الوجه ليس باللون ،
بل هو في انجلاء سواد الدهر ،
وزوال غبار مضغ الجسد .. !
وإني لأدعوا ربي بـ يالله ،
أنت تعلم والجهل مني ،
وأمرك عظيم يكمن بين حرفين ،
يا الله لست أحزن وأنت إلهي ناظر إليّ
فالحمدالله يا فاطر السماوات والأرض ،
سبحانك إني ظلمت نفسي وأنا أول المسلمين