فتاة ممزوجة بالملح والسكر.. أضافت من كل إحداهما داخل حروفها فشكلت أسطر تسمى همسات وجدانية

الخميس، 28 يونيو 2012

معآقين حولنا ولكننا منهم !!!




في فترة ليست ببعيدة ، منحني الله تعالى فرصة جديدة لأكتشف عالم الإرادة وهو المعروف بيننا بعالم الإعاقة أو عالم ذوي الإحتياجات الخاصة ، تلك النعمة التي سلبها الله من بعض عبادة ليعوضهم الكثير من نعمه في أمور أخرى
 ، نكاد لا نحصيها ولا نعلم عنها شيئاً لأنه لا حول لنا ولا قوة
وفي ذلك اليوم
تأملت من فوق السور الحديدي فريق من طلاب الصم والبكم وضعاف السمع يلعبون كرة القدم ، والفريق بأكمله يلعب بهدوء وسعادة ، لا صراخ ، لا معلق ، لا ضحك ولا هتافات ولا شيء من هذا القبيل ، وفي الحقيقة هذه ليست الفرصة الأولى التي يهديني إياها الله تعالى لكي أراقبهم أو أشاهدهم ولأنها ليست الأولى ، فقد قررت الكتابة عنهم ولو بشيء بسيط قبل أن تخرج روحي العاجزة عن فعل الكثير من الأشياء التي كتبتها في دفتر عقلي ومدونة قلبي
تلك الفئة من الناس يزدادون بكثرة فيما بيننا ، وقد لآحظت على حال وضعنا بأننا نفتقر في كيفية التعامل معهم بالرغم من أن نسبة كبيرة من الناس متعلمين ومثقفين لكنهم لا يفقهون في التواصل معهم بالرغم من أنهم يعيشون وسطنا ، لكننا عزلناهم .. ياآآه لقسوتنا ، كيف لنا أن نكون بشراً ونحن نعزل بشراً مثلنا فقط لأنهم فقدوا شيئاً من حواسهم الخمس أو غير ذلك
وتلك الفئة البشرية التي أتحدث عنها ولا أقصد بها الصم والبكم وضعاف السمع فقط ، إنما كل من يملك إعاقة جسدية في بدنه ، كالذي لا يرى ، أو كالذي لا يمشي أو مبتلي بأمراض أخرى تجعله يعيش في صراع كبير لأجل البقاء في هذه الحياة وللعلم فقط بأن الذي لا يسمع لا يتكلم أيضاً .. أترون كم حاسة عظيمة لم تكن من نصيبه في هذه الحياة ؟
وبعد تأمل كبير ، اكتشفت بأننا نحن المعاقين حقاً في تعاملنا واسلوبنا ونمط حياتنا
فكم من الساعات مضت وشعرنا من خلالها بالعجز عن الكلام .. أليس هذا نوعاً من أنواع الإعاقة !! وماذا عن هؤلاء الذين يفكرون بأفكار غريبة الأطوار ، أفكار مريضة ومتعبة ومميتة تنشر السم والعدوى في عقول الأصحاء .. أليست هذه إعاقة أيضاً ؟ وما رأيكم بطويل اللسان ، الذي يشعر بالعجز عن إحترام الغيّر ، بل ويتطاول أكثر فأكثر كلما سنحت له الفرصة ليضرب بسوط لسانه على قلوب الناس ؟ أليست هذه إعاقة .. إذاً لآحظوا أفكاركم وأبدانكم وعيونكم وألسنتكم وأيديكم وأرجلكم .. قد تكونون معاقين معنوياً بتلك الأعضاء لكنكم لا تستطيعون إيقافها عن الإيذاء
وأولهم أنا التي تكتب .. فلا أحد صحيح الفكر والبدن إلا من أتى الله بقلب سليم ولذلك نرجوه حق رجائه أن نكون من الأصحاء في أفعالنا وأعمالنا وكلآمنا وكل ما يخصنا
عسى الله أن يأخذ بيدنا ويفتح علينا سُبل الصلاح والفلاح

ليست هناك تعليقات: